الاكتئاب النفسي

يعد الاكتئاب من الاضطرابات النفسية الشائعة على مستوى العالم ، كما انه يصنف كأحد اهم الأسباب للتعطل عن العمل المنتج واحد أسباب المشاكل الاسرية والاجتماعية وذلك بسبب انسحاب الشخص المصاب بالاكتئاب من الحياة العامة والعزلة الاجتماعية التي ترافق هذا الاضطراب النفسي. والاكتئاب يصيب الجنسين ( الذكور والاناث ) وان كان اكثر لدى الاناث كما انه يصيب كل الفئات العمرية .  

ان الخجل او التردد بالإفصاح عن الاعراض التي يعاني منها الشخص تؤدي لتأخر التشخيص و صعوبة العلاج .

لذلك فإنني انصح كل من يشعر بالأعراض التالية ان يبادر للاستشارة النفسية حتى يكون التقييم لصحة النفسية مبكرا واذا تم التشخيص بالاكتئاب النفسي يكون التداخل العلاجي اكثر فعالية بإذن الله ، علما بأن العلاج متوفر وفعال ومثبت بالدراسات العلمية ان 70% من حالات الاكتئاب تستجيب للعلاج الاولي الموصوف بإذن الله .

اما الاعراض التي ترافق الاكتئاب فهي بشكل أساسي : التدني المستمر والمتواصل بالمزاج العام ( او الحالة العاطفية للشخص ) بالإضافة لفقدان المتعة بكل ما كان يستمتع به الشخص قبل الاكتئاب ، يضاف لذلك اضطراب النوم  والقلق و تدني التركيز وصعوبة اتخاذ القرار وكثيرا ما يصاحب الاكتئاب تمني الموت وقد تراود المصاب الأفكار الانتحارية وقد يصل الامر لمحاولة الانتحار او حتى تنفيذ الانتحار ، كما ان التعب العام الغير مفسر بأسباب عضوية والاعراض الجسدانية ( اعراض جسدية متنوعة ) وعدم القدرة على القيام بالنشاطات الحياتية اليومية للمصاب بالاكتئاب ، كما انه قد يتطور لدى المصاب شكل من اشكال اللوم للنفس ( الذات ) او حتى الشعور بأنه أقل من غيره والاصعب من ذلك ان يعتقد المصاب بالاكتئاب بأنه مذنب ويستحق ما يحصل له.

ان كل هذه الاعراض تؤدي بالشخص المصاب بالاكتئاب للانسحاب من محيطة الاجتماعي والعزلة وعدم المشاركة بالنشاطات الحياتية والاجتماعية والعائلية اليومية مما يكون له الأثر الكبير على صعيد العمل او الدراسة او حتى الحياه الاسرية . وان التأخر بالاستشارة النفسية والتقييم من قبل الطبيب النفسي تؤدي لتأخر التشخيص وصعوبة العلاج.

وكما قلت سابقا ان المرض شائع ولكن العلاج متوفر والنتائج جيده ومثبته بالدراسات والبحوث العلمية وكل ما هنالك ان نضع الخجل والتردد جانبا ونبادر بالاستشارة لدى الطبيب النفسي المختص والذي سيقوم بالتقييم المناسب والتشخيص وتقديم الإجراءات الطبية المناسبة والتي قد تكون إجراءات دوائية وغير دوائية ، علما بأن الادوية النفسية لا تسبب الإدمان وهي امنه والعلاج هو لفترة مناسبة يحددها الطبيب المعالج وخلال فترة العلاج لا بد من التزام المريض بتعليمات الطبيب المعالج من ناحية تطبيق الإجراءات الغير دوائية والالتزام بالعلاج الدوائي على حد سواء .

متمنيا للجميع حياه سعيدة خالية من الاكتئاب

ولا ننسى ان المرض قدر وليس خيارا كما ان المرض لا يستأذن بالدخول

الاستشارة النفسية ليست ضعفا بل هي قوه ان يفصح الشخص بما يعانيه

استشاري الطب النفسي وعلاج الإدمان

د. نادر محمد الصمادي

Open chat
Open chat
Hello 👋
Can we help you?